ما هي مخاطر تسريب المعلومات والبيانات في الشركات
في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبحت البيانات هي النفط الجديد الذي تدور حوله المنافسة. فهي الوقود الذي يدفع عجلة الابتكار، ويؤمن للشركات ميزة تنافسية حقيقية. ومع ذلك، فإن هذا الكنز الثمين يواجه تهديدات متزايدة من عمليات تسريب البيانات التي يمكن أن تقوض سمعة الشركة وتلحق بها خسائر فادحة. في هذا المقال، سنستكشف أبرز هذه التهديدات وكيفية حماية البيانات في ظل هذا التحدي الكبير.
ما المقصود بتسريب البيانات؟
تسريب البيانات، هو تعرض البيانات الحساسة لمجرمي الإنترنت. ويمكن أن تكون المعلومات شخصية أو مرتبطة بشركة أو مؤسسة. ويمكن أن يحدث التسريب بطريقة إلكترونية، مثلما يحدث عبر الإنترنت أو عبر البريد الإلكتروني، لكنه قد يحدث أيضًا بطريقة مادية، مثلما يحدث عبر أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة الأخرى، أو أجهزة التخزين مثل منافذ USB ومحركات الأقراص الثابتة الخارجية.
سواء كان الضحية فردًا أو شركة ذات مكانة عالية، فإن تسريب البيانات يمكن أن يؤدي إلى عواقب كبيرة ومدمرة. وبينما قد تكون آثار تسريب البيانات بالنسبة للفرد مدمرة على المستوى الشخصي، إلا أن تأثيرها على المؤسسة يحدث على نطاق أوسع، مما يتسبب في ضرر لسمعتها العامة أو خسائر مالية فادحة، على سبيل المثال.
لهذا السبب، من الضروري فهم كيفية حدوث تسريب البيانات، وما يمكن أن يحدث نتيجة لذلك، والطرق المختلفة لمنع تسريب البيانات. وبالنسبة للشركات، من الضروري بشكل خاص معرفة كيفية تنفيذ إستراتيجيات التخفيف على مستوى المؤسسة، سواء كان ذلك يتضمن تدريب الموظفين أو استخدام تكنولوجيا منع فقدان البيانات أو مراقبة الويب المظلم.
ما مخاطر تسريب المعلومات في الشركات؟
إذا بناءًا على ما قرأته حتى الآن، بالطبع أدركت خطورة تسريب المعلومات في الشركات، وعندما يتعلق الأمر بتسريب البيانات التقنية والأمنية، فإن الأمر يزداد تعقيدًا، ولكن سأقص عليك بعض المعلومات والأرقام عن الكوارث المالية والاقتصادية والأمنية التي تسببها القرصنة عندما تستهدف تسريب البيانات:
- وفقًا للجريدة البريطانية “ذا جارديان”: في عام 2011، خسرت شركة سوني ما يقرب من 42 مليون دولار أمريكي بسبب تسريب بيانات أكثر من 24 مليون حساب لمستخدميها على منصة ألعاب الفيديو “بلايستشين”.
- وفقًا لشركة “آي بي أم”: جاء مجموع الخسائر التي تتكبدها الشركات المحلية في البرازيل بسبب تسريب البيانات 4.31 مليون دولار خلال عام 2017.
- وفقًا لجريدة “تليجراف” البريطانية: غُرمت الخطوط الجوية البريطانية ما يقرب من 897 مليون دولار بسبب تسريب البيانات للعملاء والموظفين، عانت الشركة على أثر هذا الحادث طويلًا من فقدان ثقة العميل فيها والبحث عن بدائل أخرى.
من خلال الأمثلة التالية، نستنتج أن تأثير تسريب البيانات و المعلومات يؤدي إلى:
1-خسائر مالية فادحة قد تفشل الكثير من الشركات في مواكبتها، وبالتالي قد يتوقف نشاطها للأبد.
2-اهتزاز ثقة الموظفين بالشركة، وقد يؤدي ذلك إلى سلسلة من الاستقالات تخسر الشركة بسببها الكوادر المهمة.
3-الكشف عن خطط الشركة المستقبلية، والتي قد يستغلها المنافسون، وبالتالي خسارة شركتك لحصتها السوقية.
4-قد تضمن البيانات معلومات شخصية بنكية قد تؤدي لعواقب وخيمة لحسابك الشخصي.
5-عدم ثقة العملاء في شركتك، والبحث عن بدائل أخرى تؤدي في النهاية إلى انهيار شركتك.
كيفية الحفاظ على سرية المعلومات ومنع تسريب البيانات
إذا كيف يمكن منع تسريب البيانات لتجنب كل تلك النتائج الوخيمة:
1- استخدام نظام متكامل لتشفير الملفات
لابد من الاستعانة بأحدى البرامج المتطورة التي تحافظ على سرية الملفات، وتعيد تشفيرها إعادة دورية لمنع وصول المتسللين وعصابات القرصنة، وذلك بالتحكم في الوصول إلى كافة المستندات سواء من داخل الشركة أو خارجها.
2- برنامج مراقبة الإنترنت
من أحدى السبل الضرورية لحماية شبكة شركتك من الاختراق هى إدارة الشاشة وملفات الويب، وكذلك تأمين برنامج خاص لتواصل أعضاء الشركة، بالإضافة إلى وجود نظام تتبع لأي دخول من جهاز خارج الشركة، والكشف عن موقعه على الفور.
3- القيام بصيانة دورية لنظام الشركة
من أهم الخطوات لحماية أمن بياناتك هو المواظبة على إجراء صيانة دورية للنظام وأجهزة الموظفين، للتأكد من عدم وجود أي فيروسات خبيثة أو ثغرات يمكن أن يستغلها المقرصن في التسلسل داخل الشبكة، ومن الأفضل أن يكون لديك نظام يؤدي تلك الصيانة آليًا لتحسين كفاءة استخدام الشبكة.
4- زيادة الوعي السيبراني لدى الموظفين
من الضروري كذلك عقد جلسات للموظفين للحديث معهم عن مشكلة الأمن السيبراني، وضرورة عدم تحميل أو فتح أي بريد إلكتروني من أشخاص خارج المنظمة، فقد أثبتت الكثير من الدراسات أن أحدى أهم أسباب تسريب المعلومات هو الخطأ البشري، والذي ينتج بسبب عدم وعي الموظف بخطورة تلك الممارسات، التي قد تظهر بسيطة ولكنها تؤدي إلى عواقب وخيمة.
كيف يتم استخدام المعلومات الناتجة عن تسرب البيانات؟
بمجرد حصولهم على كل هذه البيانات القيمة، يمتلك مجرمو الإنترنت القدرة على ارتكاب العديد من الجرائم الأخرى. وهذا هو سبب خطورة تسرب البيانات وأهمية منع تسرب البيانات. ومن خلال المعلومات التي يسرقونها من خلال تسرب البيانات، يستطيع المهاجمون تنفيذ ما يلي:
- تنفيذ المزيد من الجرائم الإلكترونية، مثل هجمات التصيد الاحتيالي ، باستخدام تقنيات الهندسة الاجتماعية.
- ارتكاب أنواع مختلفة من الاحتيال المالي، بما في ذلك الاحتيال على بطاقات الائتمان.
- سرقة هوية الضحية.
- شن حملة تشهير إلكتروني ضد الضحية.
- إضافة المعلومات إلى قاعدة بيانات يمكن استخدامها في المراقبة والاستخبارات لأغراض شائنة.
- التأثير سلبًا على سمعة الشركة.
- التسبب في تعطيل العمليات.
- بيع البيانات إلى مجرمي الإنترنت الآخرين على الويب المظلم.
- ابتزاز الضحية / المؤسسة لتحقيق مكاسب مالية.
إن نشر الوعي العام بأهمية حماية البيانات هو الخطوة الأولى لمواجهة هذا التحدي. يجب أن نعمل جميعًا على تثقيف الناس حول المخاطر التي تهدد بياناتهم وكيفية حماية أنفسهم. يمكن تحقيق ذلك من خلال الحملات التوعوية، والبرامج التعليمية، وتوفير الموارد التعليمية عبر الإنترنت.