في خضم التطور التكنولوجي المتسارع، أصبحت بياناتنا الصحية الرقمية عُرضة لمخاطر جمة لم يشهدها العصر السابق. فمع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في شتى مجالات الرعاية الصحية، يتم جمع كميات هائلة من البيانات الصحية وتخزينها إلكترونياً، مما يطرح تساؤلات جدية حول مدى أمان بياناتك الصحية وحصانتها من الاختراق. في هــــذا المـــقال سوف نتعرف على ما هو أمن البيانات الصحية وأهمية أمان بياناتك الصحية وهل بياناتك الصحية بأمان في العصر الرقمي.
ما المقصود بأمن البيانات الصحية؟
يقصــــد بأمن البيانات الصحية تنفيذ التدابير لحماية المعلومات الطبية الحساسة من الوصول أو الاستخدام أو الكشف غير المصرح به. ومن المهم الحفاظ على خصوصية المريض، ومنع اختراق البيانات، وضمان الثقة في أنظمة الرعاية الصحية.
وتشمل البيانات الصحية مجموعة واسعة من المعلومات، بما في ذلك:
المعلومات الشخصية: الاسم، العنوان، تاريخ الميلاد، رقم الهــــــوية
المعلومات الطبية: التاريخ الطبي، التشخيصات، العلاجات، الأدوية، نتائج الاختبارات والتحـــاليل المخبرية
معلومات التأمين الصحي: أرقام بوليصة التأمين، معلومات الفواتير
لماذا يعتبر أمان بياناتك الصحية ذات أهميــــــة وقيمة ؟
تُعتبر البيانات الصحية من بين أكثر المعلومات حساسية وشخصية للأفراد، فهي تشمل تفاصيل دقيقة عن التاريخ الطبي، وتقارير التشخيص، وخطط العلاج، والوصفات الطبية، وحتى المعلومات الوراثية. لذا، فإن ضمان أمن هذه البيانات والحفاظ على خصوصيتها ليس مجرد التزام قانوني وأخلاقي، بل هو أيضًا أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية والحفاظ عليها
كيف يمكن أن تتعرض معلوماتك الصحية للخطر؟
هناك عدة طرق يمكن أن تتعرض بها معلوماتك الصحية للخطر، بما في ذلك:
الهجمات الإلكترونية: يمكن للمجرمين الإلكترونيين اختراق أنظمة الرعاية الصحية وسرقة بيانات المرضى
البرامج الضارة: يمكن للبرامج الضارة أن تصيب أجهزة الحاسوب وسرقة المعلومات الشخصية
التصيد الاحتيالي: يمكن للمجرمين الإلكترونيين إرسال رسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية تبدو وكأنها من مصادر موثوقة لسرقة معلوماتك
مشاركة المعلومات: قد تشارك بعض المؤسسات معلوماتك الصحية مع أطراف ثالثة، مما يزيد من خطر تعرضها للخطر.
استراتيجيات لحماية وأمان بياناتك الصحية
لحماية خصوصية البيانات الصحية، يمكن اتباع عدة استراتيجيات فعالة:
1- التشفير: استخدام تقنيات التشفير لحماية البيانات الصحية الحساسة. يشمل ذلك تشفير البيانات أثناء التخزين والنقل، مما يجعلها غير قابلة للقراءة من قبل الأفراد غير المصرح لهم
2- التحكم في الوصول: تطبيق آليات صارمة للتحكم في الوصول إلى البيانات الصحية. يجب أن يقتصر الوصول على الموظفين المصرح لهم فقط، مع تحديد صلاحيات وصول محددة لكل فرد بناءً على دوره ومسؤولياته
3- التدقيق والمراقبة: إجراء عمليات تدقيق منتظمة ومراقبة مستمرة للوصول إلى البيانات الصحية واستخدامها. يساعد ذلك في اكتشاف أي أنشطة غير مشروعة أو محاولات اختراق في الوقت المناسب
4- تقليل البيانات: جمع وتخزين الحد الأدنى من البيانات الصحية الضرورية فقط. يجب تجنب جمع بيانات غير ضرورية لتقليل المخاطر المحتملة للتسرب أو الاختراق
5- تدريب الموظفين: توفير تدريب منتظم للموظفين حول أهمية خصوصية البيانات الصحية وكيفية التعامل معها بشكل آمن. يجب أن يشمل التدريب بروتوكولات الأمان وأفضل الممارسات لحماية البيانات
6- أمن البائعين: التأكد من أن جميع البائعين الذين يتعاملون مع البيانات الصحية يلتزمون بمعايير أمنية صارمة. يجب تضمين متطلبات حماية البيانات في العقود المبرمة معهم
7- إخفاء الهوية: استخدام تقنيات إخفاء الهوية لإزالة أي معلومات تعريف شخصية من البيانات الصحية المستخدمة في البحث أو التحليل. يساعد ذلك في الحفاظ على خصوصية المرضى مع الاستمرار في الاستفادة من البيانات
8- خطة الاستجابة للحوادث: وضع خطة شاملة للاستجابة لحوادث اختراق البيانات أو التسربات المحتملة. يجب أن تتضمن الخطة إجراءات للتعامل مع الحادث وتقليل الأضرار الناجمة
باتباع هذه الاستراتيجيات، يمكن للمؤسسات الصحية حماية خصوصية البيانات الصحية لمرضاها بشكل فعال
كيف يمكننا الوقـــاية من الهجمـــــــــات السيبرانية؟
بالتأكيد، إليك بعض الإجراءات التي يمكن للمؤسسات الصحية اتخاذها للوقاية من الهجمات السيبرانية:
1- حماية البيانات الحساسة
منع نقل البيانات غير المشفرة خارج المؤسسة: يجب منع الموظفين من أخذ أجهزة الحاسوب المحمولة التي تحتوي على بيانات المرضى غير المشفرة إلى المنزل
تشفير البيانات: يجب تشفير جميع البيانات الصحية للمرضى المخزنة أو المرسلة إلكترونياً
التخلص الآمن من الأجهزة القديمة: يجب إزالة الأقراص الصلبة من أجهزة الحاسوب القديمة قبل التخلص منها لمنع استعادة البيانات.
2- تأمين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات
حماية الخوادم: يجب وضع الخوادم في غرف آمنة لا يمكن الوصول إليها إلا من قبل الموظفين المصرح لهم
مراقبة الوصول إلى الشبكة: يجب على المؤسسات مراقبة دخول الموظفين إلى الشبكة بشكل عشوائي للكشف عن أي نشاط مشبوه
فحص الخوادم بانتظام: يجب فحص خوادم السجلات الصحية الإلكترونية بانتظام بحثًا عن الفيروسات والبرامج الضارة.
3- تدريب وتوعية الموظفين
توعية الموظفين: يجب توعية الموظفين بأهمية الأمن السيبراني وتدريبهم على كيفية التعرف على التهديدات السيبرانية والاستجابة لها
تحديث البرامج: يجب التأكد من أن جميع البرامج المستخدمة في المؤسسة محدثة بانتظام لتجنب الثغرات الأمنية
استخدام كلمات مرور قوية: يجب على الموظفين استخدام كلمات مرور قوية ومعقدة وتغييرها بانتظام
4- وضع خطط للطوارئ
وضع خطة للاستجابة للحوادث: يجب على المؤسسات وضع خطة للاستجابة للحوادث السيبرانية وتحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها في حالة وقوع هجوم
النسخ الاحتياطي للبيانات: يجب على المؤسسات الاحتفاظ بنسخ احتياطية من بياناتها الهامة لضمان استعادة البيانات في حالة فقدانها أو تلفها
5- التعاون وتبادل المعلومات
التعاون مع المؤسسات الأخرى: يجب على المؤسسات الصحية التعاون مع المؤسسات الأخرى لتبادل المعلومات حول التهديدات السيبرانية وأفضل الممارسات الأمنية
مشاركة المعلومات مع الموظفين: يجب على المؤسسات مشاركة المعلومات حول التهديدات السيبرانية مع الموظفين وتوعيتهم بأهمية الأمن السيبراني
وباتباع هذه الإجراءات، يمكن للمؤسسات الصحية تقليل خطر التعرض للهجمات السيبرانية وحماية بيانات المرضى الحساسة
تصفح هنا أيضا أمن بيانات الرعاية الصحية
تُعد حماية بيانات المرضى أمرًا بالغ الأهمية في مجال الرعاية الصحية الرقمية. لتحقيق ذلك، يجب على المؤسسات وضع تدابير أمنية قوية، وتدريب الموظفين على أفضل الممارســـــــــــات، والامتثال للوائح والقوانين ذات الصلة. هذه الإجراءات تضمن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مع الحفاظ على خصوصية المرضى وثقتهم وتوفيــــر الأمـــن والأمــــــان لهـــم.